حسين: قيادة "فتح" أضاعت النضال الوطني والمؤتمر السادس ليس شرعيًّا

أكد
غازي حسين عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتَّاب والصحفيين الفلسطينيين
ورئيس لجنة المتابعة لملتقى المثقفين الفلسطينيين والعرب نحو إعادة بناء
منظمة التحرير؛ أن عقد مؤتمر "فتح" السادس ليس شرعيًّا وفقًا للوائح
الداخلية لحركة "فتح".




وقال:
"الذي يأخذ قرارًا بعقد المؤتمر هي اللجنة المركزية لحركة "فتح"، واللجنة
المركزية أقرَّت عقده في الخارج؛ لذلك فشلت اللجنة التحضيرية التي عملت
لمدة سنتين على عقد المؤتمر السادس، حتى قام أبو مازن بجمع المجلس الثوري
في رام الله وجعلهم يأخذون توصية بعقده هناك"، مضيفًا: "ا
لمجلس الثوري لا يتخذ القرارات، بل يرفع توصيات إلى اللجنة المركزية، وهي بدورها تتخذ القرارات".





وأوضح
حسين -في مقابلة خاصة مع "المركز الفلسطيني للإعلام" اليوم الثلاثاء (4-
تُنشَر لاحقًا- علاقته بحركة "فتح" قائلاً: "لقد عاصرتُ مشروع حركة "فتح"
منذ تأسيس الحركة، وبخاصةٍ في عامَي 1967 و1968م، وقد تبلور آنذاك اتجاهان
في الحركة: اتجاه يؤمن بالكفاح المسلَّح من أجل التحرير، واتجاهٌ يريد
استخدام الكفاح المسلَّح كأداة للتحريك للتوصل إلى تسوية سياسية، ومن هنا
جاء طرح "فتح" في المؤتمر الثالث في الزبداني إقامةَ دولة في الضفة وغزة،
ثم جاء البرنامج المرحلي في عام 1974م، والذي كان بداية التنازلات
الفلسطينية للتوصل إلى التسوية السياسية، وجاء أيضًا طرح رئيس "فتح" آنذاك
أمام الأمم المتحدة إقامةَ دولة ديمقراطية علمانية في كل فلسطين "فلسطين
التاريخية" للعرب واليهود، وبدأ مسلسل التنازلات يسير خطوةً خطوةً إلى أن
انتصر الاتجاه الثاني، ووقَّعت قيادة "فتح" في 13 أيلول (سبتمبر) 1993م
اتفاقَ الإذعان في أوسلو، وهكذا يكون هذا الاتجاه قد انتصر على الاتجاه
الذي كان يؤمن بالمقاومة والكفاح المسلَّح، وكان ثمن توقيع اتفاق الإذعان
بأوسلو وأدَ الانتفاضة الأولى".




وأضاف
حسين: "ثم اندلعت الانتفاضة الثانية، وساد داخل قيادة "فتح" اتجاهان كذلك:
اتجاهٌ يريد استغلال الانتفاضة الثانية للتوصل إلى تسوية سياسية لتحسين
موقع المفاوض الفلسطيني، ويمثله ياسر عرفات، واتجاهٌ لا يريد المقاومة ولا
الانتفاضة، فهو يريد أن يأخذ ما تعطيه إياه "إسرائيل"، وهذا الاتجاه يمثله
أبومازن".




وتابع
حسين سردَه التاريخيَّ قائلاً: "أعلن شارون مرارًا أنه لن يسمح لياسر
عرفات بالاستفادة من انتفاضة الأقصى في تحسين موقعه التفاوضي، ومن هنا
قرَّر تسميم الأخ ياسر عرفات وكان، كما أعلن فاروق القدومي، وكما أثبتت
الوثائق والمعلومات الواردة من رام الله أن قياداتٍ فلسطينيةً من حركة
"فتح قامت بذلك، وعلى رأسها محمد دحلان وبعلم الأخ أبو مازن".




وحول
مؤتمر "فتح" السادس يؤكد حسين أن "المؤتمر يُعقد حاليًّا لـ"تركيب" قيادة
تعزِّز قيادة محمود عباس؛ حتى يتمكَّن من توقيع الحلِّ النهائي؛ أي تصفية
قضية فلسطين التي تعتبر أعدلَ قضية في تاريخ البشرية على الإطلاق".





ويضيف:
"أبو مازن أصرَّ على عقده بالداخل تحت الحراب "الإسرائيلية"؛ كي يفرض
القيادات الجديدة التي يريدها، ويفرض البرنامج السياسي الذي يريد؛ حتى
يستمر في المفاوضات العبثية.. هذه المفاوضات التي أدَّت إلى تآكل الموقف
الرسمي الفلسطيني والموقف العربي الرسمي، وألحقت خسائرَ فادحةً في قضية
فلسطين لصالح المشروع الصهيوني في المنطقة العربية والإسلامية".




ولفت
إلى أن "مجرد عقده تحت حراب الاحتلال هو مؤشرٌ على طبيعة النتائج الذين
سينطبع بها المؤتمر، ومؤشرٌ على تعزيز قيادة "فتح" المنحرفة التي تعمل على
تسويق المشروع الأمريكي والصهيوني وتطبيقه في فلسطين العربية".




ويبيِّن
ذلك قائلاً: "المكان مؤشرٌ على بروز قيادة جديد لحركة "فتح" أسهمت في
بلورتها الولايات المتحدة الأمريكية، ودفعت (65) مليون دولار لتدريب بعض
القيادات؛ حتى يتولَّوا مناصب قيادة في المجلس الثوري وفي اللجنة
المركزية، ولديَّ وثائقُ في هذا الأمر، ولديَّ شهاداتٌ فتحاويةٌ من رام
الله تؤكد هذا الأمر.. القيادة الجديدة ستكون أداةً طيِّعةً في يد محمود
عباس لتصفية قضية فلسطين".




ويضيف
حسين: "مؤتمر "فتح" الحالي سيرجع بالتأكيد إلى المناورة والمراوغة
والخداع.. خداع شعبنا الفلسطيني بجملٍ لا أساسَ لها من الصحة حول المقاومة
ومواصلة النضال"،
موضحًا "أن الذين دخلوا للمؤتمر
دخلوا بموافقاتٍ صهيونيةٍ، وهذا أبو ماهر غنيم دخل بموافقتهم، وهو يقسم
على مواصلة النضال، فردَّ عليه أحد قادة الكيان الصهيوني عبْر الإذاعة
العبرية بالقول لأبي ماهر غنيم: "لا تُقسم على مواصلة النضال، فأنت تعلم
على أيِّ أساسٍ دخلت الضفة الغربية!".





وحول
ما يراه في حركة "فتح"؛ يقول حسين: "حركة "فتح" شطبت حق العودة، وشطبت
عروبة القدس، وهي توافق على بقاء القدس موحَّدة، وشطبت تفكيك جميع
الستعمرات "الاستيطانية"، وتخلَّت عن جميع الحقوق الثابتة لشعبنا
الفلسطيني".




ويضيف:
"وقيادة "فتح" قيادة قيادة مهزومة.. قيادة متحجرة ومتكلِّسة.. أضاعت
النضال الوطني الفلسطيني، وألحقت أضرارًا فادحةً جدًّا بالمشروع الوطني
الفلسطيني وبمجمل النضال العربي".




أما
ما المطلوب من حركة "فتح" إبَّان عقدها مؤتمرها؛ فيقول حسين: "أنا أعتقد
أن المطلوب من "فتح" تصحيح الحصاد المر والمرير لاتفاق الإذعان في أوسلو،
والوضع الكارثي التي وُضِعَت فيه قضية فلسطين والوضع الفلسطيني والشعب
الفلسطيني، والوقف الفوري للمفاوضات العبثية، وإلغاء اتفاق أوسلو، وسحب
الاعتراف بالعدو الصهيوني، والعودة إلى المقاومة والميثاق الوطني
الفلسطيني، والتمسك بحق عودة اللاجئين إلى ديارهم".




ويؤكد: "مطلوبٌ من المؤتمر أن يعلن تمسُّكه بالقدس بشطريْها المحتلَّيْن كمدينة عربية إسلامية".




ويختم
حسين حديثه قائلاً: "بالرغم من كلِّ الملاحظات السابقة التي أبديتُها؛
نرجو أن تخرج الحركة موحدةً على الثوابت الفلسطينية، وأن توقف مسلسل
الاعتراف والتعاون الأمني مع سلطات العدو الصهيوني".